د. محمد العامري

مدرب معتمد من المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني

خبير استشاري معتمد

مختص في علم النفس الإداري

كبير مدققي الجودة

محلل تلفزيوني وإذاعي مرخص

د. محمد العامري

مدرب معتمد من المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني

خبير استشاري معتمد

مختص في علم النفس الإداري

كبير مدققي الجودة

محلل تلفزيوني وإذاعي مرخص

إدارة الصف Classroom Management

إدارة الصف أحد الكفايات العامة التي ينبغي أن يمتلكها المعلم الكفء، وهي مكون عام يتضمن مجموعة من الكفايات. ويتم تحديد الكفايات تحديداً دقيقاً بدلالة سلوك ظاهر ومعيار محدد لقبول توافرها.

April 19, 2024 عدد المشاهدات : 6969
  • ما المقصود بإدارة الصف؟ 
  • ما المقصود بإدارة التعلم الصفي؟
  • ما أهمية إدارة الصف في إدارة التعلم؟ 
  • ما العوامل المؤثرة في إدارة الصف؟ 
  • ما مواصفات إدارة الصف الجيد؟ 
  • ما التحليل المفاهيمي لإدارة الصف؟ 
  • هل إدارة الصف حفظ للنظام؟ 
  • ما طبيعة نظام (OBE)؟ 
  • ما طبيعة الإدارة الصفية الإبداعية؟ 
  • كيف تتداخل عناصر البيئة الصفية؟ 
  • ما العلاقة بين علم النفس التربوي والإدارة الصفية؟ 
  • ما الإطار المرجعي للإدارة الصفية؟ 

نتيجة لاتساع مفهوم التعليم والتربية فقد ازدادت مهمة المعلم، حيث كانت مهمته محصورة في البداية على التعليم. حيث كان دور الخبير الذي لديه معلومات. يقوم بتقديمها إلى الطالب الذي هو بحاجة إلى هذه المعلومات وبذلك يتحدد دور المعلم. 
أما المعلم الحديث فهو معلم له أدوار متعددة، ويفترض أنه قادر على أدائها وخاصة من حيث تفاعله مع طلبته في داخل الصف وخارجه، لذلك فإن المعلم معني بالتفاعلات المختلفة ومناسباتها سواء أكان ذلك داخل غرفة الصف أم خارجها. فالمعلم قدوة، ومنظم للمناخ الاجتماعي والنفسي. 
وذلك من أجل تحقيق نتاجات تعليمية هادفة، وهو معد للأسئلة، وهو معلم، وهو منظم للتعلم، يؤثر بطريقة فردية ويؤثر في التفاعل الاجتماعي بين الطلبة، وهو معني بكل ما يواجهه تلاميذه من مشكلات تعليمية أو تكيفية. 
لذلك يمكن أن يكون موجهاً أو مرشداً، وهو بمثابة سيكولوجي عام كالطبيب العام لتلاميذه. هذه المهمات تجعل المعلم ذا دور رئيس في تهيئة جو وبيئة صفية صحية لتلاميذه، للعيش والتعلم معاً. 
إن إدارة الصف أحد الكفايات العامة التي ينبغي أن يمتلكها المعلم الكفء، وهي مكون عام يتضمن مجموعة من الكفايات. ويتم تحديد الكفايات تحديداً دقيقاً بدلالة سلوك ظاهر ومعيار محدد لقبول توافرها. 
والكفاية (Competency) تعني ما يصبح الفرد قادراً على أدائه. فالمعلم الكفي في إدارة الصف هو المعلم الذي تتوافر فيه خصائص القدرة على إدارة التعلم الصفي وتنظيمه بهدف تحقيق نتاجات تعليمية (Learning Outcomes) مرغوبة. 
يقتضي التحليل المفاهيمي (Conceptual Analysis) تحليل خصائص المفهوم المراد تقديمه بهدف تحديد ملامحه وخصائصه من مكوناته الأساسية وتحدد مكوناته الأساسية من المفاهيم الفرعية أو العناصر التي تكون دفعتها وحدة المفهوم. 
تعددت الاتجاهات في تحديد مفهوم إدارة الصف فمنها المعرفي (Cognitive)، ومنها سلوكي (Behavioral) ومنها إنساني (Humantistic)، ومنها تعلم اجتماعي (Social Learning). 
افترض أن إدارة الصف المدرسي تلك العملية التي تهدف إلى تطوير تنظيم فعلي داخل غرفة الصف ومن خلال الإجراءات التي يؤديها المعلم بهدف توفير الظروف اللازمة لحدوث التعلم في ضوء الأهداف التعليمية المحددة لإحداث تغييرات مرغوب فيها في سلوك المتعلمين، ومن أجل تطوير إمكاناتهم إلى أقصى حد ممكن في جوانب شخصياتهم المتكاملة. 
ويشير مصطلح إدارة الصف (Classroom Management) إلى كل السلوكات الأدائية، وعوامل التنظيم الصفي التي تقود إلى توفير بيئة صفية تعلمية منظمة (Eggen and Kanchak, 1992, 486) من خلال تحليل المصطلح يمكن الوصول إلى أنه يتضمن: 

أولاً: السلوكات الأدائية، وتتحدد هذه السلوكات بما يظهر الطلبة والمعلمون من أداءات ظاهرة بفعل تفاعل المعلمين مع الطلبة، والطلبة مع زملائهم الطلبة، من أجل تحقيق أهداف تعليمية حددها المعلم. 
ثانياً: عوامل التنظيم الصفي، وتتضمن الإجراءات التي يدخلها المعلم بهدف ضبط دافعية الطلبة، وتوفير ما يلبي تحقيق واستثارة هذه الدافعية وما يضمن استمرارها (Digiulio, 1995). 
ثالثاً: قوانين الصف المحددة والتأكد من مدى استيعاب الطلبة لها. 
رابعاً: التدريس الذي يقود المعلم بالتخطيط له وتنفيذه، بهدف الإسهام في ارتقاء المناخ الصفي ليحقق تعلماً فاعلاً للطلبة (Whitaker, 1995).

يشير مفهوم إدارة الموقف التعليمي (Learning Management) المرادف مفاهيماً لمفهوم إدارة الصف، إلى عمليات توجيه وقيادة الجهود التي يبذلها المعلم وطلابه في غرفة الصف وأنماط السلوك المتصلة بها، باتجاه توفير المناخ اللازم لبلوغ الأهداف التعليمية المخططة.
ويشير المفهوم في جانب منه إلى عملية توجيه وقيادة الجهود المبذولة من قبل المعلم وطلابه أثناء عملية التعلم والتعليم. فهو بهذا يشير إلى إدارة الشؤون والظروف المختلفة التي تجعل من التعليم في غرفة الصف أمراً ممكناً في ضوء الأهداف التعليمية المحددة (Wolfgang, 1995).
ويشير مفهوم إدارة الصف إلى العملية (Process) المنظمة والمخططة التي يوجه فيها المعلم جهوده لقيادة الأنشطة الصفية، وما يبذله الطلبة من أنماط سلوك تتصل بإشاعة المناخ الملائم لتحقيق أهداف تعليمية مخططة يخططها المعلم ويعيها الطلبة. 
وتتضمن هذه العملية تحديداً دقيقاً لدور كل من المعلم والطالب، وما يقوم به المعلم من تنظيم للخبرات التعليمية، والمواد والأدوات التي تسهم في تيسير عملية التعلم، إلى أقصى طاقات المتعلم، وتتيح له الفرصة لتحقيق ذاته، واندماجه في الموقف ليطور شخصية، متفاعلة، حيوية، نشطة، مسيطرة على إمكانات البيئة، ومستقلة عنها في قراراتها (Wang, Hartel, and Kargel, 1994, 76). 
مفهوم إدارة التعلم الصفي (Classroom Learning Management): 
إن المعنى التقليدي لهذا المفهوم يتضمن الضبط والنظام الذي يكفل الهدوء التام للطلبة في الصف من أجل أن يتمكن المعلم من تحقيق النتاجات المرصودة، وذلك من خلال ما يقوم به من إجراءات صفية تدريسية، لذلك فإن الضبط والنظام مكون رئيس في التعليم إذ بدونهما لا يحدث تعلم. 
ويرى محمود شفشق وزميلته (15, 1987) أن مفهوم إدارة التعلم يمكن أن يتضمن المهمات التالية: 

1. حفظ النظام. 
2. توفير المناخ العاطفي والاجتماعي الذي يشجع على التعلم. 
3. تنظيم البيئة غير الفيزيقية للتعلم. 
4. توفير الخبرات التعليمية وتنظيمها وتوجيهها.
5. ملاحظة الطلبة ومتابعة تقدمهم.
6. تقديم تقارير عن تقدم العمل وحفظ الملفات والسجلات. 

أهمية إدارة الصف في إدارة التعلم: 

إن إدارة التعلم الفعال لا تتحقق إلا بتوفر إدارة صفية محسنة

لقد أوضحت مجموعة من الدراسات مثل دراسة افرتسون وزملائه (Everston & et al., 1983)، أهمية إدارة الصف كشرط ضروري للتدريس الفعال وأن هذه الإدارة تتضمن عناصر عدة منها: 
التخطيط والتنفيذ الجيد للدرس وفقاً لفترات زمنية محددة في الصف، واتباع أسلوب منظم يهدف إلى زيادة تحصيل الطلبة، وتقديم تغذية راجعة من خلال وسائل متعددة، واختزال سلوك الطلبة المشاغب (غير المرغوب فيه). 
وقد توصل كل من موسكويتز (Moskowitz)، وهايمان (Hayman, 1976) إلى النتيجة السابقة نفسها عندما لاحظ سلوك مجموعة من معلمي المرحلة الإعدادية الجدد، ومجموعة أخرى من المعلمين ذوي الخبرة الممتازة ممن يدرسون الصفوف نفسها.
ولقد خلصت تلك الدراسة إلى أن المعلمين ذوي الخبرة يشعرون بنجاح أكبر في اليوم الأول للدراسة ويستخدمون اليوم الأول كتوقيت مناسب لإرساء وتثبيت ضبط الصف ويميلون إلى الاتجاه نحو الاهتمام لخلق مناخ جيد بالصف ويهتمون باختزال السلوك غير المرغوب فيه.
لا تعلم بدون إدارة Learning Management: 
ويرى كل ممحمود شفشق، وهدى الناشف (1976) أن إدارة الصف تشتمل على جوانب عدة منها: حفظ النظام، توفير المناخ الوجداني والاجتماعي الذي يشجع على التعلم، وتنظيم البيئة الفيزيقية للتعلم، توفير الخبرات التعليمية وتنظيمها وتوجيهها، ملاحظة الطلبة ومتابعة تقدمهم وتقويمهم، تقديم تقارير عن سير العمل وحفظ الملفات والسجلات. 
 بينما يميز جابر عبد الحميد وآخرون (1982) بين تعريفات عدة مختلفة لمفهوم إدارة الصف حيث يمثل كل منها موقفاً فلسفياً معيناً، فمنها: 

المدخل الأول: وهو ما يسمى بالمدخل التسلطي الذي يكون دور المعلم فيه عبارة عن عملية ضبط سلوك الطالب. 
والمدخل الثاني: يسمى بالمدخل التسامحي ويرى دعاته أن دور المعلم فيه هو توفير أقصى درجة ممكنة من الحرية للطلبة بحيث يتحقق النمو الطبيعي لهم. 
المدخل الثالث: فيسمى مدخل تعديل السلوك ويعمل المعلم فيه على تنمية الأنماط السلوكية المرغوب فيها وعلى حذف الأنماط السلوكية غير المرغوب فيها.
المدخل الرابع: فيسمى المدخل الاجتماعي ويعمل على تنمية الجو الاجتماعي داخل حجرة الدراسة بطريقة إيجابية. 

في الوقت الذي يؤكد فيه أرلين (Arlin, 1976) أن المعلمين يمكنهم اختزال سلوك الطالب غير المرغوب فيه عن طريق زيادة الأنشطة التي يقوم المعلم بتوجيه الطالب إليها. 
كما يحدد بروفي (Brophy, 1982) أن المفتاح الفعال في إدارة الصف المدرسي يتكون لدى المعلم من اليوم الأول من دخوله المدرسة (العلم بالمدرسة) عندما يقوم باتباع مدخل منظم (Systematic Approach) وإعداد مسبق (Advanced Preparation) وتخطيط جيد (Good Planning) قبل بداية الدراسة. 
ويؤكد جود (Good, 1983) ضرورة الاهتمام بموضوع تدريب المتعلمين على مهارات إدارة الصف ليس فحسب من حيث تدريبهم قبل الخدمة ولكن من حيث تدريبهم أثناء الخدمة كذلك. 
ولقد اهتم افرتسون وزملاؤه (Everston & et al,) بمحاولة تقويم تدريبات المعلمين على إدارة الصف أثناء الخدمة وأطلق على ذلك دراسة تحسين إدارة الصف Classroom Management Improvement Study (CMIS). 
حيث تمت إجراءات تلك الدراسة باختيار مجموعتين من المعلمين تم توزيعهم على هيئة أزواج مرتبة على مجموعتين: الأولى تجريبية والثانية ضابطة، من حيث الخبرة في التدريس، ودرجة التخرج، والمدرسة التي يعمل بها. 
ولقد تم إعطاء كل معلم في المجموعة التجريبية نسخة من "دليل المعلم في إدارة الصف" الذي يهدف إلى مساعدة المعلم على إدارة الصف وتنظيمه، بتزويد المعلم مجموعة من الأمثلة حول المشكلات الملموسة له وكيفية التصرف في معالجتها، وقد تم إتباع الإجراءات التالية في تلك الدراسة: 
1- تزويد المعلمين في هذه المجموعة بورشة عمل واحدة لمدة ساعتين ونصف قبل بداية العام الدراسي. أما الورشة الأخرى فيتم تزويد المعلمين بها أسابيع عدة من بداية الدراسة وبعد أن يكونوا قد أقاموا باستخدام الدليل ومعرفة خطوات السير فيه.

إدارة الصف 
إدارة التعلم
إن ما يلتقي عليه العلم والطلبة هو التفاعل بين الأذهان بهدف تحقيق تغير في البنى المعرفية، أو الخبرات، أو الإدارات وهذا يتطلب نظرية نفسية ذلك .... 

2- يكون الهدف من ورش العمل هذه هو كما يلي: 

(أ) تزويد المعلمين بدليل إدارة الصف. 
(ب) تقديم هذا المحتوى بطريقة مشوقة. 
(ج) مناقشة عناصر إدارة الصف والمشاكل التي يمكن ملاحظتها. 
(د) وصف للأساليب والطرق والاستراتيجيات التي من خلالها كل منها يتم عمل تغيير وتحسين في عملية إدارة الصف. 

ولقد تم ملاحظة المعلمين قبل عمل هذه الإجراءات وبعد شهور عدة من العمل المدرسي وبهدف التعرف على مدى تقدمهم في إدارة الصف. حيث أوضحت النتائج تفوق المجموعة التجريبية على المجموعة الضابطة في بعض المتغيرات، أهمها: 
(أ) تجهيزات الصف قبل بداية العام الدراسي مثل: ترتيب حجرة الصف وإعداد الوسائل والأدوات ووضعها في المكان المناسب. 
(ب) التخطيط الهادف لبعض المشكلات مثل: مشكلات تتعلق بتحرك الطالب داخل الصف، ومشكلات تتعلق بالتفاعل اللفظي، ومشكلات الطلاب الذين يصيحون بالصف دون الإذن لهم بالحديث أو دون رفع أيديهم.
(ج) العمل التتبعي مثل: تقرير التوقيت المناسب لتدخل المعلم في تعزيز السلوك الملائم واختزال السلوك غير الملائم. 
(د) خطة التدريس مثل: تجهيز خطة الدراسة من الأسبوع الأول وعمل تغذية راجعة لمتطلبات الخطة من الأسبوع الأول – التقديم والمراجعة وعمل التصحيحات. 
(هـ) استراتيجيات حل بعض المشكلات مثل: مشكلات تتعلق بالطالب ذي السلوك المشتت، ومشكلات تتعلق بتنظيم جدول الدراسة اليومية، ومشكلات الطلبة الذين يقطعون حديث المعلم.
(و) تنظيم العملية التعليمية مثل: نجاح الطالب في الصف، والاستمرار في الأنشطة كمدخل معالجة سلوك الطلبة. 
(ز) وضوح العملية التعليمية مثل: وصف الأهداف بوضوح، وضوح مشكلات الطالب في تعلم المنهج، وضوح التعليمات اللازمة لحل مثل هذه المشكلات. 
ولقد أعاد أفرتسون (Everstion, 1985) إجراء دراسة أخرى للتأكد من أن تدريب المعلم أثناء الخدمة يمكن أن يكون فاعلاً في تحسين جو التفاعل بين المعلم والطالب، وكذلك في حسن إدارة للصف إذا ما تم هذا التدريب عن طريق أفراد متمرسين في ذلك تابعين لوزارة التربية. 
ويعتقد البعض اعتقاداً خاطئاً حينما يتصورون الفصل بين المنهاج بصفة عامة وإدارة الصف بصفة خاصة، فإذا رجعنا إلى لغة تحليل النظم (System Analysis Approach) (جورج بوشامب، 1987)، نجد أنها مفيدة في توضيح السمات الأساسية لنظام المنهج فمن خلاله يتم إظهار:     

استراتيجيات
تعتمد فعالية اختيار الاستراتيجية المناسبة على النظرية النفسية التي يتبناها المعلم، التي تنبثق عادة على تأهيله وتدريبه المهني والأكاديمي. لذلك ليس هناك استراتيجية سحرية يستطيع أن يستخدمها كل المعلمين في حل المشكلات الصفية. 

(أ) المدخلات، (ب) العمليات اللازمة لحفظ وبقاء النظام، (جـ) المخرجات وفي نموذج النظام التعليمي المنبثق من نموذج نظام المنهج تتضح الحاجة إلى إلمام المعلم بجانب هام في العملية التعليمية ألا وهو إدارة الصف المدرسي. 

وتستخلص الدراسة الحالية من مجمل العرض السابق أن هناك مكونات عدة لإدارة الصف المدرسي هي (سليمان، وأديبي، 62): 
1. ضبط سلوك الطلبة. 
2. تهيئة مناخ الصف المدرسي مع مجابهة حاجات الطلبة.
3. التخطيط قبل بدء التدريس في الصف. 
4. المهارات التعليمية. 
5. تنظيم وترتيب الصف. 
وإليك النموذج الذي يضع هذه العوامل معاً. 
 
مواصفات إدارة الصف الجيدة: 
أجرى ممدوح سليمان، وعباس أديبي دراسة بهدف التوصل إلى وسيلة يحدد فيها إدارة الصف المناسبة، وتوصلا إلى تحديد خمسة جوانب تعد أساسية في إدارة الصف لتحقيق بيئة مناسبة للتعلم، هذه الجوانب هي: 

1. ضبط سلوك الطلبة. 
2. تهيئة مناخ الصف المدرسي مع مجابهة حاجات الطلبة.
3. التخطيط قبل بدء التدريس في الصف. 
4. المهارات التعليمية. 
5. تنظيم وترتيب الصف. 

وقد توصلا في نهاية الدراسة إلى قائمة تضم مواصفات لكل جانب ينبغي اعتبارها لتحقيق الإدارة الصفية الفاعلة.

أولاً: جوانب ترتبط بسلوك الطالب (سليمان وأديبي): 
* إظهار السلوك المرغوب فيه عن طريق المدح والثناء المعتدل. 
* الحزم والإنصاف أثناء التعامل مع الطلبة. 
* العقاب الملائم للطالب ذي السلوك غير السوي.
* المراقبة الدقيقة للسلوك غير المرضي. 
* تجنب الاستهزاء والسخرية من الطلبة. 
* تجنب استخدام القوة في طرد الطلبة. 
* عدم تجاهل السلوك غير السوي. 

تضمنت هذه الجوانب خصائص الطلبة واحترامهم والتعامل معهم بطريقة أكثر مناسبة لتقليص عوامل السلبية والنفور، وما يثير السلوكات السيئة لدى الطلبة. 

ثانياً: جوانب ترتبط بمناخ الصف المدرسي ومواجهة حاجات الطلبة: 
* مراعاة مدى انتباه الطلبة. 
* توفير الجو الودي داخل الصف. 
* تقديم حوافز للأداء الجيد. 
* تقديم النشاطات المناسبة مع مراعاة الفروق الفردية.
* تشجيع الطلبة في التعبير عن أفكارهم ومشاعرهم. 
* مراعاة اهتمامات الطلبة. 
* مراعاة متطلبات الطلبة بطيئي التعلم.
* تنمية العلاقات الودية بين المعلم والطالب.
* مراعاة متطلبات الطلبة المتفوقين. 
* تقديم التعيينات بما يتناسب مع مستويات الطلبة المتباينة. 
* استخدام المناقشات الجماعية لحل المشكلات الصفية. 

 

ثالثاً: جوانب ترتبط بالتخطيط قبل بدء التدريس في الصف:  
* تجهيز المواد والأدوات اللازمة للتدريس. 
* التأكد من جلوس الطلبة في أماكن مناسبة لهم. 
* توزيع المسؤوليات بين الطلبة للقيام بنشاطات صفية ولا صفية.
* القيام بنشاطات مناسبة في اليوم الأول من الدراسة. 

 

رابعاً: جوانب ترتبط بالمهام التعليمية: 
* تفسير الأمور الغامضة المتعلقة بالدرس. 
* التسلسل في عرض المادة أثناء شرح الدرس. 
* التنوع في استخدام الوسائل التعليمية. 
* التقويم المستمر أثناء عملية التعليم.
* إعطاء تعليمات واضحة للتقنيات المطلوبة. 
* توضيح الأهداف التعليمية للطلبة في بداية الدرس. 
* استخدام السرعة المناسبة أثناء شرح الدرس. 

 

خامساً: جوانب ترتبط بتنظيم وترتيب الصف: 
* الرؤية الجيدة لدى الطلبة في الصف.
* مراعاة وجود ممرات مناسبة بين المقاعد. 
* التهوية الجيدة.
* الإضاءة الجيدة. 

التحليل المفاهيمي لإدارة الصف (Conceptual Analysis): 
افترضنا أن التحليل المفاهيمي يعمق المفهوم، ويفصل في أجزائه وجوانبه، ويزيد من وضوحه، وسهولة فهمه واستيعابه. كما تبينا مدخل التحليل المفاهيمي لتبني الاتجاه الإجرائي في هذا الكتاب لتوضيح مجال إدارة الصف، ومكوناته، والعوامل المؤثرة في إدارته وتنظيمه.
نقصد بمفهوم إدارة الصف: الإجراءات التنظيمية التي تهدف إلى إيجاد تنظيم فعال للعناصر، المتفاعلة معاً داخل غرفة الصف من أجل تحقيق أهداف تعلمية مرغوبة ... 

عند تحليل المفهوم إلى عناصر يمكن تحديد الملامح التالية: 
1. مجموعة إجراءات تنظيمية. 
2. تنظيم فعال للعناصر المتفاعلة. 
3. أهداف تعلمية مرغوبة. 

المكون الأول: الإجراءات التنظيمية وهذا يتضمن: 
•    أن هناك مجموعة من الإجراءات لابد من التأكد من توافرها والتأكد من القيام بها. 
•    تتجه هذه الإجراءات نحو توفير بيئة اجتماعية وفيزيقية ومعرفية (بما يتضمنه من وسائل وأدوات ومواد ...) 
•    توجه كل الإجراءات نحو تحقيق أداء. 
المكون الثاني: تنظيم فعال للعناصر الصفية المتفاعلة: 
يفترض هذا المكون عملية التنظيم، وهذا يتضمن: 
•    لابد من عملية تنظيم معرفية مرتبة وفق أسس وأصول مبنية على أصول نفسية تربوية. 
•    ينتظم التنظيم وفق معادلة الفاعلية والتي تتضمن عمل الأشياء بطريقة صحيحة، وعمل الإجراءات الصحيحة لتحقيق التفاعل المناسب.
•    يقوم عادة بإجراء التنظيم المعلم داخل غرفة الصف. لذلك يتوقع من قبل البدء في توفير أجواء التعلم المناسب من تنظيم عناصر عدة معاً وفق مصفوفة مؤكدة لتحقيق أهداف التعلم، الجو الصفي، علامات الطلبة، الجو الفيزيقي، ترتيب المقاعد، وجلوس الطلبة بطريقة سيكولوجية مريحة منتظمة، إعداد المواد المناسبة موضوع التفاعل وتوفير متطلباتها. 
•    تأكد المعلم من نجاح تفاعل هذه المواد بطريقة منسجمة وتتضافر لتحقيق الهدف الأسمى وهو: 

توفير الظروف المناسبة لكي يحقق المتعلم النمو المتكامل الأقصى والأمثل. 

•    وضمان تضافر كل العوامل المنظمة لكي تضمن صحة نفسية سوية وتفاعل نفسيات المعلم وطلبته وإمكاناتهم بهدف جعل الجو الصفي جواً ساراً لتحقيق البهجة للمتعلم. 
المكون الثالث: الأهداف التعليمية المرغوبة: 
يلاحظ أنه تم التركيز في المكون الثالث على التعلم بدلاً من التعليم. الإدارة الصفية الموجهة أصلاً نحو زيادة فرص تفاعل المتعلم واستوائه لتحقيق التعلم الأمثل (Clark, 19)، وإتاحة الفرصة له لاستغلال أقصى طاقاته، وزيادة حيويته ونشاطه. 
إذاً يترتب على ذلك أن التعلم المرغوب هو ما يتحقق لدى المتعلم على صورة أهداف شفافة، واضحة، محددة، ودقيقة. 
وقد ظهر هذا الاتجاه القائم على النتاجات التعليمية التربوية (Outcomes – Based Education) والمختصر بالرمز (OBE) (Zabel and Zabel, 1996, 19). 
يتركز مضمون هذا الاتجاه على الافتراضات التالية:

* الأهداف بدون نواتج ظاهرة، ملموسة، تظهر على صورة الأداء.
* أداءات تعكس تحسن فهم المتعلم النظري والخبراتي. 
* أهداف تطبيقية ذات طبيعة عملية وذات معنى لدى المتعلم. 

 ويترتب على هذا الاتجاه ظهور الشعار الذي نطلقه في مجال إدارة الصف لكي يصبح دافعاً يسعى المعلم – أي فرد يتفاعل مع طلبته بهدف تنميتهم تنمية نفسية شخصية متكاملة – نحو تحقيق مفاده: 

تظهر فاعلية المتعلم حين يصبح طلبته قادرون على إجراءات أداءات مقاسة بدرجات، ملحوظة، يسعى الطلبة بأنفسهم لتحقيقها، ولا يرتاحون حتى تتحقق لديهم. 

 

استراحة

إن المنهج الذي تم تبنيه في المؤلف الحالي، إدارة الصف هو التركيز على ما يتحقق لدى الطلبة، فالطالب هو المحور وما يتحقق لديه من فهم واستيعاب، ونمو، وتفاعل، وما يقوم به من أداءات. 
والمعيار الأول لتحقق إدارة الصف المناسبة هو: 
نسبة النشاط المتكامل الذي يمارسه المتعلم في الظروف الصفية المنظمة إلى باقي الإدارات الأخرى ... وكلما زادت نشاطات المتعلم وتفوقت بدرجة عالية على النشاطات الأخرى، كلما كانت إدارة الصف أكثر تفاعلية، وأكثر مناسبة لسياسة إدارة الصف المعاصر. 


هل إدارة الصف حفظ النظام؟ 
إن التركيز على عملية النتاجات ضمن الإدارة الصفية والنظام يتوسع ليضم عدداً من العناصر، وهي: النظام، والتعليم والتعلم. وافترض أنه حتى تتحقق النتاجات لابد من توفر النظام الصفي، الذي يتطلب تعاون الطلبة (Good and Brophy, 1991).
 وافترض النموذج أن الإدارة الصفية أساسية لتحقيق التعلم الصفي مروراً بالنظام والتعليم وإليك النموذج الذي يمثل ذلك: 
يفترض الباحثون التقليديون أن إدارة الصف هي عملية حفظ النظام، والتركيز على هذه المهمة كمهمة أساسية لكي يحدث التعليم. 
لا ننكر أهمية إجراءات النظام وتحقيقه، ويشكل النظام جزءاً مهماً في الظروف التعليمية الصفية لكن اعتبارات المنحى الذي تبناه هذا الكتاب، أخذت توجهاً وتركيزاً مختلفاً لتأكيد سياسة إدارة الصف المعاصر. 

* سياسة إدارة الصف المعاصر، زيادة استثمار وقت المتعلم إلى أقصى درجة لإظهار أقصى قدراته على صورة أداءات مفيدة، حياتية، وعلمية أكاديمية. 

في هذا المجال يأخذ الاتجاه بالاعتبارات التالية: 

* توفير النظام الصفي وما يتطلبه من ضبط. 
* توفير المناخ التعليمي للقيام بممارسة عمليات التعلم والتعليم.
* إعداد الخبرات والمواد التعليمية الموجهة لاستثمار قدرات الطلبة. 
* بناء خطة تقويمية للتحقق من درجات استثمار الطلبة لقدراتهم بمساعدة معلميهم ... 

إن حفظ النظام هي اعتبارات إجرائية يجريها المعلم، ويقلق عليها دائماً. وينزعج المعلم بهذا المجال إذ أن كل ما يقوم به من إجراءات لتحقيق النظام هي إجراءات مسبقة، وسبب انزعاجه أن هذه الإجراءات لا تصب بهدف استثمار قدرات الطلبة لتحقيق النمو المتكامل المنشود في شخصيته.
إدارة الصف مرادف لاستثمار تعلم الطلبة. فبمقدار زيادة نسب الاستثمار وتفصيل قدرات الطلبة وتفاعلاتهم، ومدى ارتقائها عما كانت من قبل، تزداد فاعلية إدارة الصف. 
لذلك يفترض أن المعلم حين يقوم بهذه الإجراءات المسبقة والإعداد، والترتيب، والتنظيم، والتأكد، والقلق على كل ذلك من أجل إدارة تعمل بضع دقائق حددها الباحثون في هذا المجال بـ (25%) من الوقت الصفي في أحسن الترتيبات والظروف الصفية، هو بمثابة الجندي المجهول الذي قد يستشهد في سبيل إحراز شبر واحد لتقدم كتيبته، ولكنه لا يستطيع التخلي عن هذا الإجراء، ولا يستطيع التخلي عن حماسه المستمر المثابر لتحقيق ذلك. 
استثمار قدرات المتعلم وفق أقصى استثمار، يسهم بدرجات عالية، في التقليل من مشكلات النظام الصفي. 
ببساطة وفق الشعار السابق يمكن القول إن المعلم أكثر ما يكون معنياً بفهم كل العناصر المتعلق بالمتعلم الشخصية والسلوكية، وكل العناصر الصفية للوصول إلى معادلة دقيقة تساعده على تحديد وصياغة الوصفات (recipes) الإجرائية لتحقيق تلك المعادلة. وقد نسميها المعادلة الشخصية للمعلم، ولكل معلم معادلته الشخصية في إدارة صفه.
حتى يستطيع المعلم صياغة معادلته الشخصية يحتاج إلى خبرة أكاديمية ومسلكية وتدريبية. وإن وضوح خصائصه لنفسه، وفهمه لخصائص الطلبة والظروف الصفية تقلل من فرص ظهور مشكلات النظام الصفي. 
تطبيقات نظام (OBE) النتاجات التربوية: 
إن النظام القائم على النتاجات التعليمية التربوية (Ouctomes – Based Eduction) فرض عدداً من التطبيقات الموظفة في غرفة الصف وقد حددها سبادي (Spady, 1992, 17)، وشامبلين (Champlin, 1991, 74) وكينج وإيفانز (King and Evans, 1991, 74) بالتالي: 
* يتحرر النظام من ضوابط الزمن والصف، ويتركز حول خصائص وقدرات المتعلم. 
* يقل التركيز على نظام المنافسة بالنسبة للمعيار القومي، أبناء المنظمة الواحدة أو البلد، ويعتمد أساس المقارنة الإنجازية للمتعلم نفسه أو ما يسمى بمفهوم منافسة الذات (Self – Competition). 
* يزداد التركيز على التعلم التعاوني والتفاعلات المثمرة ضمن المجموعة بدلاً من التركيز على الأداء الفردي والتنافس بين الأفراد.
* التركيز على نتاجات التعلم الفردية الشخصية المثمرة، والمفيدة لنمو وتكامل قدرات المتعلم، وتحقق أهدافه المخططة المبنية على إظهار إجراءات ذات قيمة، مع عدم إهمال أهداف المناهج. 
* التأكيد على مهمة الإتقان لكي يحقق كل متعلم ما تم تحديده من نتاجات تعليمية شاملة، وتوفير الظروف المناسبة لذلك. 
* زيادة الفرص التي تعمل على مشاركة التربويين والمعلمين والطلبة كمجموعات وأفراد في الظروف البينية واستثمارها، وهل البيئة المحيطة موقفاً قياسياً لاستثمار نتاجات تفاعل الطلبة والمعلمين والخبراء لتحسين تعلم وتكيف الطلبة وزيادة سوية النظام التعليمي. 

إدارة الصف استثمار: 
إن استثمار وقت الطلبة استثمار عالي الربح ويتحقق ذلك فيما يعنى المعلم باستغلال كل دقيقة ينتبه فيها الطالب لمعلومة، أو خبرة، أو ممارسة، لأنه حينما ينتبه، تتحقق لحظة الوحي التعليمي .. وبذلك يفعل زمن الطالب وزمن تعلمه .. والجو الصفي يهيئ ذلك ويعمل على رفعه كمية 

ما الجديد في هذا النظام (OBE)؟
إن الإطلاع على فلسفة النظام، وأسسه النفسية والتربوية يمكن الوصول إلى عدد من الملامح وهي: 
•    استثمار وقت المتعلم. 
•    تفصيل علاقات المعلم والطلبة وتفاعلاتهما. 
•    زيادة أنسنة المتعلم.
•    احترام قدرات المتعلم في كل مراحله النمائية. 
•    زيادة التركيز على التفكير من وجهة نظر المتعلم.
•    تخلي المعلم عن أدوات جامدة مقدسة إلى أدوات أكثر تغيراً وتحرراً، ومرونة هدفها مصلحة الطلبة وتقليل مناسبات التهديد، والعدوان، والمقارنة، والتسلط. 
•    إبراز أدوات جديدة لمعالجة فقرات المنهاج وصياغات نتاجات جديدة يحققها المتعلم.
•    إشراك أفراد المجتمع والخبراء، وإدماجهم في بوتقة استثمار قدرات المتعلم وإمكاناته وإظهارها في أحسن أداء، وأكثر تنوعاً وتبايناً. 
•    توجه التعلم واستثماره وفق معايير مفتوحة أساسها المعايرة القائمة على الأهداف (Criterion reference) ومقارنة أداء الفرد ضمن  المجموعة وأداء المجموعة بالمجموعات الأخرى لتحقيق فرضية التعلم المتقن (Mastery Learning) 
إدارة الصف وفهم الصف: 
(Classroom Management is understanding Classroom)
إن إدارة الصف كمهمة، قضية تتعلق بعدد كبير من الأمور كلها تصب بهدف توفير بيئة صفية آمنة تطور الثقة لدى المتعلمين وتهيئ لهم العيش بأمن، وثقة، وتوفر لهم الظروف التي تسمح لهم التعلم والنمو بعناية بدون مشكلات أو تعثر. 
لذلك حتى يتوفر هذا الفهم فلابد من العناية بخصائص المعلم، بعنوان المعلم وطلبته وصفه، التواصل بين المعلم وطلبته وخصائص البيئة الصفية، والعناصر المختلفة المتعددة والمتنوعة التي تؤثر من قريب أو بعيد في النتاجات التعليمية. 
وقد حددت هذه العوامل زابل وزابل (Zabel and Zabel, 1996, 2) في المخطط التالي:

فهم متغيرات الصف: 
الصف عالم اجتماعي قائم بأسره ... 
ترى النظرية النفسية، بأن المعلم الخبير هو المعلم الذي يلم ويمسك بيده كل متغيرات الصف، الطلبة والمقاعد والإضاءة، والوسائل والمواد، والأدوات. 
ويتعامل مع كل هذه المكونات وكأنها أدوات يرسم بها لوحة تعليمية إبداعية ... 

 عند تحليل مفهوم إدارة الصف وفهم الصف أمكن تحديد أربعة محاور وهي الهموم وقلق واهتمامات المعلم المبتدئ وقضاياه، وبنى الصف التقليدية، والبيئة الصفية، والنموذج الجديد للتعلم. لكل محور من هذه المحاور الافتراضات التي تستند إلى اعتباره محوراً لإدارة الصف.
عناصر إدارة وفهم الصف: 
أولاً: افتراضات المعلم المبتدئ (Begging Teacher Assumptions)
إن هذه القضية ذات أهمية عظمى بالنسب للمعلم المبتدئ، إذ أن البحوث التي أجريت في هذا المجال (Wittrock, 1986) (Good and Brophy, 1991) أكدت أن المشكلة الأولى التي تهدد استمرار المعلم المبتدئ في التعليم أو تسربه هي قضية إدارة الصف وضبطه. وقد كان التساؤل الغريب الذي يطرحه المعلمون المبتدئون: استغرب كيف تضبط هذا الصف وتديره وعدده خمس وخمسون طالباً ...؟" واستجابة أخرى، استجابة من ألف استجابة وهي: 
"ما السحر الذي تمتلكه في إدارة صفك وضبطه؟"
يمكن تحديد الافتراضات في هذا المجال بالتالي:  
•    إن المعلم المبتدئ يمارس ما يعرفه، وما تعلمه بصورة نظرية وهناك فجوة كبيرة بين النظرية والتطبيق. 
•    إن المعلم المبتدئ يتدرب تحت إشراف كبار خبراء يقيده ويجعله هدفاً للنقد والتقييم، وهذا يقلل من مبادرته، ومشروعاته. 
•    إن المعلم المبتدئ يعاني من ضغط المعلمين السابقين الخبراء في السيطرة على أذهان الطلبة بفعل خبرته ينظر بعين محتاجة جداً لامتلاك الأدوات في وقت قصير. 
•    تزود فكرة المحاولة والخطأ بمعوقات يعاني منها المعلم المبتدئ وصعوبة التخلص من نتائجها. 

المعلم المبتدئ ..
معلم تبنى مهنة التعليم ليس لما تجديه من ربح أو ما يحرزه من راتب. مع أنه يتضمن وظيفة كسب العيش، لكن تقع مهمة التفاعل مع العقول الفتية التي شكلت هدفاً وحلماً في اختيارها مهنة .. فكيف تجعل هذا الحلم حقيقة 
يكون ذلك بمساعدة المعلم المتبدئ على النجاح. 

ثانياً: افتراضات بني الصف التقليدية Traditional Structures of Classroom Assumptions
إن هذا الجزء من مكونات نموذج إدارة الصف – فهم الصف يعتمد على قضية أن أي صف تقليدي يتضمن مكونات يتطلب اعتبارها عند التخطيط الآتي استدخال تربوي: 
ويمكن تحديد الافتراضات التي يستند إليها هذا المكون بالتالي وهي: 
•    إن أي صف يتطلب ترسيخ نظام درجات يتصف بالثبات والدقة والموضوعية ويزود بها المعلم لتنفيذ إجراءاته وإدارته للتعلم الصفي. 
•    إن أي صف يتطلب وسيطاً تربوياً بالإضافة إلى المعلم والبيئة هو المنهاج، وهو يتطلب أن يعيه المعلم ويفهم مفرداته وعناصرها. 
•    إن أي صف يتضمن مجموعات بعضها متماثلة أو متباينة، وهذا يتضمن وضع اعتبار لتقييم الطلبة وتصنيفهم وفق مجموعات تناسب الاعتبارات التي يتبناها المعلم في أدائه وضبطه لصفه. 
•    إن هناك خبرات، ومواد، وتفاعلات تشكل مكوناً من مكونات التعلم بدون أن يخطط لها، وتدخل في عمليات تسجيل ذهنية للطلبة تتطلب اعتباراً من المعلم، ووجود منهاج آخر بالإضافة للمناهج الرسمي وهو المنهاج الخفي، وهو ما يتضمن الخبرات التي يستدخلها الطلبة في أذهانهم بدون إذن من المعلم أو المنهاج. 
ثالثاً: افتراضات البيئة الصفية: Classroom Environment Assumptions
اقترح في النموذج الجديد زيادة التركيز على محور التعلم، والطالب، والتعلم الذاتي، وهذه الاعتبارات تطلبت تركيزاً كبيراً على المواد، والموجودات، وتنظيم البيئة الصفية بما تتضمنه من مكونات تنظيم كلها وترتب لكي تتيح الفرصة الممتازة أمام الطالب لممارسة تعلمه، واستقلاله، ومساهمته الكبيرة في إدارة تعلمه (Learning Management).
يمكن توضيح أبعاد هذا المجال في الافتراضات التالية: 
•    إن البيئة المنشطة لإمكانات الطالب التفاعلية وعوامله، وخصائصه تنجح مهمة إدارة الصف وتنظيمه وضبطه. 
•    إن اعتبار خصائص الطلبة والعوامل المؤثرة بها وترسيم خرائط لها يساعد على إدارة الصف بفاعلية، وإدارة الخصائص لتحقيق إدارة صفية سعيدة. 
•    إن اعتبار خصائص المعلمين، وإدارة هذه الخصائص وتفاعلها مع خصائص الطلبة ينجح مهمة إدارة الصف، ويجعل الصف بيئة سارة وتثير بهجة التعلم لدى الطلبة. 
•    إن بناء أنشطة صفية متضمنة لتفاعلات الطلبة، وأدوارهم الفاعلة النشطة، يحيل الورشة إلى ورشة ديناميكية الحركة، دافعها الإنجاز وتحقيق الذات والطموح. 

التركيز على .... 
الحفاظ على البيئة الجديدة للتعلم: 
* ما هي العوامل التي حددها كونين التي تجنب الصف من المشاكل الإدارية؟ 
* هل ستستخدم العقوبات في معاملة الطلبة الذين يخترقون القوانين الصفية ومن أي نوع؟ 


رابعاً: النموذج الجديد للتعلم: New Model of Learning
ويعتبر هذا الاستحداث التربوي هو نتاج الممارسات التي استغرقت قروناً لدور المعلم، وقد استفاد الأب التربوي والنفسي من التجارب والممارسات في الثقافات المختلفة، وتوصلت إلى نموذج جديد وهو النموذج القائم على النتاجات التعليمية لذلك، فالصف ذو الإدارة المناسبة هو الصف الذي ينجح في تحقيق النتاجات المرصودة (OBE). 
وقد أسهم هذا النموذج في تغيير دور المعلم الذي كان مقدساً باعتباره سلطة أخذه من الأنبياء، وسلطة الوالدين، والدولة إلى أن ينزل المعلم على أرض الواقع، وبذلك يواجه المعلم بهذا النموذج بصدمة الواقعية (Reality Shock). تلك الصدمة التي تعطي وزناً أكبر للخبرة والممارسة المدعومة بالنظرية التي تسند هذه الممارسة. وقد ترتيب على ذلك اعتبار مهنة المعلم كمهنة مثل أي مهنة أخرى وتتطلب مهنية (Professionalism) التي تتطلب تدريباً وكفاءة، ومهارة وخبرة، ويمكن فيها الحكم على المعلم الماهر، أو المعلم المبتدئ، أو المعلم الذي يحتاج إلى خبرة لكي يسمح له الدخول في المهنة (Darling – Hammond, 1990, 270). 
وسيتم تحديد عدد من الافتراضات الأولية في هذا المجال لأنه سيتم تفصيله فيما بعد، من هذه الافتراضات التالية: 
•    الاستمتاع بالتعلم ينجح مهمة التعلم لدى الطلبة نتيجة اندماجهم بموقف التعلم. 
•    يحكم على التعلم مدى اندماج الطلبة فيه، ومدى إسهامهم بتحقيق نتاجاته بأنفسهم. 
•    التعلم النشط يقوم على مدى حيوية الطالب وتفاعله وإسهامه في إدارة نشاطه التعلمي. 
•    اعتبار مستويات الطلبة المختلفة في التخطيط يسهم في إدارة الصف بفاعلية ونشاط، وزيادة درجة إسهام الفئات المختلفة في تحقيق النتاجات التعليمية المرغوبة. 
الإدارة الصفية الإبداعية: (Creative Classroom Management)
إن اعتبار عناصر البيئة الصفية يسهم في توفير البيئة المناسبة لإشاعة الممارسة الإبداعية في الإدارة الصفية. ويتم ذلك عن طريق الممارسات والأداءات التالية: 
* فهم وتقدير، وتكييف الفروق الشخصية بين الطلبة. 
* فهم قدرات المعلم وخبراته، وخصائصه وترتيب الفرص المناسبة لتفاعل قدرات الطلبة والمعلمين. 
* معرفة وفهم الطرق التي تؤثر بها الخصائص النفسية للطلبة والمعلمين، والخصائص البيئية الصفية، وأساليب تأثيرها على الطرفين وتفاعلهما. 
معايير الإدارة الصفية الإبداعية (Criteria): 
حدد هاميلتون (Hamilton, 1983, 320) عدداً من المعايير التي يمكن الحكم فيها على البيئة الإدارية الإبداعية. 
•    البيئة التي يتم فيها التركيز على التفاعل بين الطلبة والبيئة الصفية، إذ إن للسلوكات الفردية علاقة تبادلية بين البيئة المادية والبيئة الاجتماعية. وكما أن الطلبة يؤثرون ويتأثرون ببيئاتهم.
•    يتم فيها وصف الظروف البيئية ككل دون التركيز على بعض المكونات، وتتضمن هذه الظروف، البيئة الصفية وبيئة المدرسة والبيئة المحلية، والأسرة التي يأتي منها الطلبة، والبيئة الثقافية، وضمن الظروف الصفية الأنظمة الصفية وما يسودها من ثقافات خصوصية. 
•    يتم فيها معاملة اتجاهات، ومشاعر، وإدراكات الطلبة والمعلمين ضمن البيئة الأكثر عمومية – كعناصر مهمة مؤثرة في السلوك. 
•    البيئة المناسبة هي البيئة التي يتم فيها الأخذ بالاعتبار تفاعل وحيوية المجموعة، أنظمة فرعية في النظام الصفي وهي: خصائص الطلبة، وخصائص المعلمين، وخصائص الموقف التعليمي، والنشاطات الصفية التفاعلية. 
ويمكن توضيح هذه العناصر ومكوناتها في الشكل التالي: 

هل يدخل الإبداع كل مهمة ...؟ 
تفترض النظرية النفسية، أن الإبداع أداء يدخل في كل المجالات حتى في معاملة الكلب لكي يكون أكثر فاعلية فما رأيك بالإدارة الصفية .. لكن المهم هو تحقيق النتاجات الإبداعية في الإدارة الصفية هو 
 

العلاقات بين البيئة الصفية والبيئات الأخرى: 
(The Classroom and other Ecosystems) 

إن البيئة الصفية هي محصلة تفاعل مؤثرات البيئات الأخرى. تلك البيئات هي المدرسة، والمنزل، والحيوان، بالإضافة إلى الصف وكلها تندرج ضمن بيئة المجتمع المحلي (Community) يليها في العمومية، المنطقة ثم الأمة، ثم العالم، كما تظهر في الشكل التالي: 
لذلك لا نستطيع التعامل مع الطالب بمعزل عن بيئته الخاصة، والعامة، إن اعتبار كل هذه العوامل معاً تسهم في توفير بيئة صفية تعلمية مناسبة.
إن عناصر الصف، والمنزل، والمدرسة، والجيران، والمجتمع المحلي وخصائص  كل هذه البيئات الثقافية والاجتماعية وتفاعلهما مع خصائص المنطقة والأمة والعالم يحدد ما يظهر الطلبة من أداء في غرفة الصف أو الملعب، أو المختبر، لذلك لا نستطيع أن نستورد معلمين من خارج ثقافة المجتمع المحلي لكي يحقق أهداف المجتمع والنتاجات التعليمية ذات المعنى من قبل الطلبة وأفراد المجتمع والمعلمين. 
موقع الإدارة الصفية في علم النفس التربوي: 
إن تحديد الموقع لهذا الصف الأساسي يكمن في تعريف علم النفس التربوي، إذ يعرف علم النفس التربوي بأنه العلم الذي يعني بدراسة عمليتي التعلم والتعليم والعناصر المؤثرة بهما بهدف تحقيق عملية التعلم المرغوب، ويتم ذلك عادة ضمن عملية التعلم والتعليم. 
وكما يتضح من أهداف علم النفس التربوي هو تحقيق التغيرات المرغوبة في أداء المتعلم التي تظهر على صورة نتاجات معرفية، أو نفسحركية، أو وجدانية، تتحقق هذه النتاجات التعلمية عادة ضمن ظروف وترتيبات صفية يقوم بتوفيرها وإعدادها وتنظيمها المعلم. وإن أي خلل في هذه الترتيبات يحول دون أن يحقق الطلبة هذه النتاجات المرغوبة المصاغة على صورة أهداف محددة. 
وافترض أن علم النفس التربوي علم ضروري وأساسي لأي برنامج تأهيل المعلمين، لتزويد المعلمين بالكفايات (Competencies) اللازمة لنجاحهم في إدارة التعلم وتحقيق النتاجات، لذلك لا يخلو أي برنامج تأهيل من مواد علم النفس التربوي، وقد كان من أهم ما عني به علم النفس     يزود علم النفس التربوي المعلم بالأسس النظرية في ضبط التعلم، والمتعلم لتحقيق النواتج التعليمية المرغوبة، وتزود المعلم بأسس ضبط الذات وضبط الآخرين .. 
التربوي صعوبة الضبط الصفي وإدارة التعلم. 
أو يبدأ عادة أي كتاب في علم النفس التربوي، بمعالجة اليوم الأول في التدريس للمعلم المبتدئ، وكما يعرف عدد كبير من المعلمين في كليات المعلمين قد تركوا التعلم بسبب مهارات إدارة التعلم الصفي، وإدارة حفظ النظام، ومن هنا كان اهتمام علم النفس التربوي في احتوائه على الوصفات والمهارات اللازمة لإعداد معلم الصف المبتدئ والمتعلقة بعملية إدارة التعلم والضبط الصفي. 
الإدارة الصفية والإدارة: (Classroom Management and Administration)
ظهر من خلال تعريفنا للإدارة الصفية، بأنها العمليات التي تنظم وترتب لتضمن تحقيق نتاجات التعلم المرغوبة، لذلك فإن كل ما يتم إعداده، وترتيبه، وتنظيمه، وما توافر من تعليمات وقوانين وما تطلب ذلك من كوادر بشرية وإدارية، كلها توظف، وتعمل معاً لكي يحقق الطلبة التعلم المرغوب. 
كما ظهر أن محور العملية هو المتعلم، وليس الأنظمة، والقوانين، والظروف، وإنما كلها توضع في معادلة يتم معالجتها وتنظيمها لكي يكون المتعلم نشطاً حيوياً متفاعلاً، نامياً يتقدم نحو تحقيق الأهداف العامة التي حددها مجتمعه، وتحقيق أهداف التعلم التي رصدها المعلم. 
لذلك البيئة الصفية، والتعليمات التي ينفذها المديرون في المدارس، كلها صفت وبنيت كوسائط تعليمية وتربوية لتحقيق التعلم الهدف وهو المرتبط بالمتغيرات النمائية الجسمية، والمعرفية، والانفعالية والاجتماعية، لتحقيق شخصية المتعلم المتكاملة.

أيهما له الأولوية الطلبة، أم القوانين والتعليمات ...؟ 
تفترض النظرية النفسية أن الطلبة ... والطلبة أولاً ... 
لكن يتم التركيز على تعلم القوانين والتعليمات والأنظمة أولاً لأنها تشكل جزءاً مهماً من تكوين الطلبة في التعليم، إذ ليس هناك نظام صفي بدون تعليمات أو قوانين

وهنا يظهر دور الكوادر البشرية، وتنظيم الموارد، والمحتويات، والمنهاج في إدارة التعلم الصفي. ويلاحظ أنه قد تم الربط بين إدارة الصف ومظاهرها المميزة بإدارة التعلم الصفي. وقد لوحظ هذا التغير من إدارة الصف كعملية مستقلة وانتقالها إلى عملية يتم فيها الربط بين إدارة الصف كعملية ترتبط بإدارة التعلم الصيفي. لذلك فالمكان الذي تتحدث عنه هو غرفة الصف ضمن حدود المدرسة، وليس غرفة الصف ضمن حدود الإدارة. 
مجال الإدارة (Management Field): 
إن تقصي الأدب المتضمن في توضيح مجال الإدارة قد زودنا بعدد من التعارف، حين توضع معاً توضح مجال الإدارة.
* الإدارة عملية تنظيم وتنسيق وتوجيه للقوى البشرية وللموارد المتاحة ضمن منظمة أو مؤسسة معينة، لتحقيق أهداف محددة (خليل وآخرون، 1996، 5). 
* إن الإدارة علم يعني بدراسة أساليب تنظيم القوى البشرية والموارد المتاحة لنا ضمن مجموعات محددة معروفة تسمى المؤسسة أو المنظمة (Uvages, 1973, 23). 
* توجيه نشاط مجموعة من الأفراد نحو هدف معين مشترك، من خلال تنظيم جهود هؤلاء الأفراد وتنسيقها، وحفزها، واستثمارها بأفضل السبل، ولأقصى قدر ممكن، للحصول على أفضل النتائج، بأقل جهد ووقت وتكلفة ممكنة. 
وقد حدد محمد الحاج خليل وزملاؤه (1996، 6) أموراً هامة تستخلص من التحليل المفاهيمي لدور الإدارة بالتالي: 
1. إن الإدارة تعني، فيما تعنيه، العمل على تحقيق الأهداف الموضوعية لمنظمة أو مؤسسة من المؤسسات. 
2. إن الإدارة تعني تحقيق الأهداف بوساطة الآخرين، عن طريق التنظيم، والتنسيق، والحفز، والتوجيه، والمتابعة.
3. إن الإدارة تعمل على تنظيم جهود الأفراد العاملين وتنسيقها.
4. إن الإدارة تهتم بعمليات حفز العاملين.
5. إن الإدارة تخطط لاستثمار طاقات العاملين بأفضل السبق ولأقصى قدر ممكن.
6. إن الإدارة تسعى لتحقيق أفضل النتائج بأقل الجهود، وخلال أقصر وقت متاح وبأدنى التكاليف الممكنة. 
7. إن الإدارة تعمل في إطار هدف مرسوم، أو أهداف مرسومة تعمل على تحقيقها لمؤسسة أو منظمة معينة. 

مناقشة ......
يفترض بعض الباحثين اتفاق الإدارة الصفية مع مفهوم الإدارة العامة بوجه عام، والإدارة التربوية، بوجه خاص، من حيث إنها تعني بتوجيه مجموعة من الأفراد نحو هدف معين مشترك، من خلال تنظيم جهود هؤلاء الأفراد لتحقيق أفضل النتائج من تعلم الطلبة وتربيتهم. 
من خلال فحص هذا الإتفاق يلاحظ أن التركيز على: 
* توجيه الأفراد نحو هدف مشترك (أفراد، هدف مشترك). 
* تنظيم جهود الأفراد لتحقيق أفضل النتائج من تعلم الطلبة. 
* الأفراد، وعلى التنظيم. 
* الطالب، تعلمه، أسلوب تعلمه، أسلوب إدارة التعلم. 
* المعلم، أسلوب تعليمه، أسلوب إدارة التعليم. 
وهذا يوحي بافتراض: 
أن تعلم الطلبة وإدارته وتنظيمه، وممارسات المعلم وإشاعة التفاعلات المناسبة ... هي القضية المحورية في إدارة الصف وتنظيمه. 
ما أسس إدارة الصف؟
إن إدارة الصف والتعلم الصفي وتنظيمه يركز على عدد من المحاور. وإن هذه المحاور يوضح مجال إدارة التعلم الصفي، أو كما يرى العلماء المعرفيون إدارة الذهن في التعلم الصفي (Thinking in Classroom Learning). 
•    تفاعل خصائص الطلبة وخصائص المعلمين وخصائص البيئة التعلمية الصفية. 
•    خصائص الجو الملائم لتحقيق النتاجات المقصودة. 
•    تحديد أدوار المعلم والمتعلم والمنهاج التعليمي.
•    تنظيم البيئة الصفية التعليمية.
•    أساليب جعل التعلم ممتعاً ونافعاً.
•    أساليب استثارة دافعية التعلم للمتعلم.
•    تقليل الفرص التي توصل إلى إشاعة جو الإحباط أو الفشل أو الانسحاب، وزيادة فرصة الثقة، والاستقلال، وتحقيق الذات. 
•    شيوع النظام والتعليمات الواضحة والمفهومة، والالتزام للسير وفقها بدقة. 
•    توفير تنظيم مناسب للعناصر الصفية المتداخلة (متعلم، معلم، البيئة الصفية، المنهاج، المواد والموارد). 
إدارة الذهن والتعلم الصفي: 
إن تقدم البحوث في المنحنى المعرفي (Cognititve Approach) وزيادة الاهتمام بعمل الذهن وعمليات التفكير، فقد أمكن إدراج نموذج عن النماذج المعرفية التي يتدخل فيها المتعلم بدرجة كبيرة، ويحدد نواتجها، ويحكم على ما تحقق لديه من أداء، ويمكن توضيح النموذج المعرفي في إدارة التعلم والتفكير وضبطه بالشكل التالي: 
 
وقد تم إفراد هذا الجزء المقتضب عن إدارة التعلم المعرفي الذاتي لتأكيد مجموعة من الافتراضات: 
•    إن التعلم الذي يهدف إلى تحقيقه في إدارة الصف والتعلم هو التعلم الذاتي لتحقيق الاستقلال الذاتي للمتعلم في علمه داخل غرفة الصف.
•    زيادة سيطرة المتعلم على الإجراءات التي تحيط به، وزيادة تدخله بها من أجل زيادة فرص إدماجه في مواقف التعلم وليس المواقف التي تعد له.
•    زيادة فهم عمليات الفهم والتفكير وهو الآلة الرئيسة التي يتم التعامل معها في غرفة الصف، والتي يؤكد المعلم في معظم أنشطة وإجراءاته الصفية نقل توقعاته في أداء الطلبة وأدوارهم الصفية. 
•    زيادة التحكم في العمليات من قبل الطلبة، ومن أهمها عمليات إدارة الذهن لاستغلال كل ما يحيطه لتحقيق النواتج التكاملية الهادفة. 
ومن هنا سيصبح الهدف المستقبلي هو زيادة كفاءة المعلم في توفير الظروف والأنشطة والممارسات، والإجراءات، والمواد، والأدوات التي تسهم في زيادة تفعيل العمليات الذهنية، ومعالجات الطلبة لإدارة أذهانهم، وتعلمهم، وتفكيرهم. 
الإطار المرجعي للإدارة الصفية: (Classroom Management Framework)
حدد الأدب النفسي أربعة جوانب تشكل خلفية لعلاقات العناصر المتفاعلة مبادئ وهي الإدراكات (الصور التي تم ملاحظتها)، وردود الأفعال (الاستجابات والتفاعلات بين العناصر)، والتوقعات (Expectation) دوافع السلوك التي يسعى فيها المتعلم إلى تحقيق تنبؤات المعلمين وتحقق لهم توقعاتهم فيه، السلوك والتحصيل الجيد، أو القيادة والتفوق في مجال ما. والصفات (خصائص المعلمين والمتعلمين متفاعلة في الغرفة الصفية). 
وضمن الدائرة التي تضم البيئة الخارجية أمكن تمثيل العناصر التي تتفاعل معاً لتحقيق النتاج (Outcomes)، يتضمن أحد المكونات الفرعية الهدف والرؤى والسياسات والخطط، يقود إلى الممارسة متبعاً أنظمة وأبنية ومهمات، لتحقيق النتاجات النوعية. 
أما فيما يتعلق في متغيرات الفرد فقد تضمن نموذج الإطار المرجعي، الخبرة، والإمكانات، والطموح، ومفهوم الذات، والثقافة، والمناخ، والعلاقات الإنسانية داخل غرفة الصف، والسلطة السائدة، كل ذلك يتفاعل معاً في العملية التربوية التي يتم فيها استدخال كل هذه العناصر لتحقيق نمط الإدارة الصفية. 
ملاحظة ... 
إن الصف وما يدور فيه هو نتاج تفاعل مجموعة من العناصر المادية، والبشرية في منظومة متفاعلة، متداخلة، مترابطة لتحقيق نتاجات محددة، هادفة واضحة في ذهن المعلم لما لديه من خصائص وسياسة وبني تربوية تحكم أداؤه الصفي ... 
وانظر شكل الإدارة المرجعي للإدارة الصفية: 

    إدارة الذهن ... ما المقصود به؟ 
تفترض النظرية المعرفية النفسية .. إن إدارة الذهن هو تغليب الذهن وإمكاناته: بهدف تفعيل الإمكانات والمعالجات التي يمتلكها الطلبة إلى أقصى أداء ..
حينما يفعل المتعلم إمكاناته يحقق حباً، وولاءً لما يتعلمه، وللارض التي يشغلها .. وللإنسان الذي يتفاعل معه ...، وبذلك يتفاعل الذهن بحيوية وإنسانية، ويزيد ذلك من إنسانيته ويشعر بالرضى والسعادة.

  أود أن أثبت مفهوم إدارة الصف بأنه: 
يشير إلى كل السلوكات التي يظهرها المعلم، وكل العوامل المنظمة للصف والتي تحقق بيئة تعلمية منظمة، ويتضمن الروتين الثابت قوانين المدرسة، وقوانين الصف، واستجابات المعلم لسلوك الطالب، والتعليمات التي تطور جداً يساعد على تعلم الطلبة.
وأضيف لمفهوم إدارة الصف مفهوم النظام الذي يتضمن أحد جوانب الإدارة الصفية الذي يرتكز على أعمال المعلم كاستجابة لسلوك الطالب الذي يمكن أن يقلل من نظام وأمن البيئة، أو يتداخل مع فرص التعلم (Eggen and Kauchak, 1997). 

المرجع:

كتاب : إدارة الصفوف الأسس السيكولوجية ، تأليف : أ. د يوسف قطامي ، د. نايفة قطامي، دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع – عمان، الطبعة الثانية، لعام 2005 – 1425 .

تحميل محتوى الصفحة رجوع