في زمنٍ تشتعل فيه الحروب من حولنا، وتتأجج فيه الفوضى، ويضطرب فيه الاقتصاد، ويتخطف الضياعُ الضعفاء… يبقى خليجُنا العربي، بحمد الله، واحةَ استقرار، ومنارة أمل، ونموذجًا مشرفًا للتماسك والوحدة والقيادة الراشدة.
حولنا تتهاوى الجدران، وتتمزق الأوطان، وتضرب الزلازل السياسية والاقتصادية أركان المنطقة.
آلاف الحاقدين يتربصون، وآلاف المتربصين يحيكون الفتن، ويبثون الشائعات، ويزرعون الخوف والريبة.
هدفهم واضح…ضربُ اقتصادنا، وهدرُ مواردنا، وتشتيتُ صفوفنا، وتبديدُ طاقاتنا.
لكنهم نسوا أن خليجنا، بفضل الله، قلعةٌ لا تُهدم، وصفّ لا يُخترق، وقلوبٌ مؤمنة بربها مخلصة لقادتها حامية لوطنها.
نحمد الله الذي أنعم علينا بقيادة نثق بها، ونلتف حولها، ونفخر بمواقفها، ومنّ علينا بنعمة الأمن، وقوة الاقتصاد، ووحدة الصف.
خليجنا العربي قلعة الإسلام، ومنارة العطاء، وراعي العلماء، وحاضن الدعوة، واليد الحنون التي تمتد لكل الشعوب بالعطاء.
في كل نكبة… نغيث.
وفي كل مجاعة… نُشبع.
وفي كل أزمة… نُساند.
قوافل الخير من خليجنا، وجسور الرحمة تنطلق من أوطاننا.
فلا عجب أن يكون الحسد علينا… عظيمًا، والطمع فينا… عارمًا.
خليجنا لا يتلون، ولا يتقلب.
هو صادق في مواقفه، شجاع في قراراته، ثابت على مبادئه، واضح في هويته. هو الأم التي احتوت أبناءها وأبناء الآخرين، بكرم لا ينضب، وبرحمة لا تُقاس.
ولأن الطمأنينة لا تُشترى، ولأننا نعيش في منطقة تموج بالاضطرابات، فنحن اليوم مطالبون أن ننشر الأمان في الكلام، والوعي في المجالس، والعقل في ردود الأفعال.
ومن يُحدثكم عن "وضعٍ مخيف"، فحدثوه عن ربٍّ لطيف، عن الأرض التي هي أرضه، والأمر الذي هو أمره. وقولوا بثقة: "قُل لَّن يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللهُ لَنَا، هُوَ مَوْلَانَا، وَعَلَى اللهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ".
اليوم مثل كل يوم… يجب أن نلتف حول قيادتنا، ونفديهم بنفوسنا، وننضبط بتوجيهاتهم، ونعمل جميعًا كدرع لهذا الوطن.
بارك الله في جنودنا البواسل، وفي درعنا الخليجي المتماسك، وفي كل من وقف مخلصًا، في موقعه، لأجل أمن الوطن وكرامة الأمة.
اقتصادنا المزدهر، الذي أقام المشاريع، وبنى الرؤى، وأطلق المبادرات، أشعل قلوب الحاقدين، وأعمى عيون الطامعين، لكننا بعون الله، ووعي شعوبنا، وعزيمة قادتنا… نمضي للأمام، ولا نلتفت خلفنا.
قادتنا… هم الحكماء، هم السلم لمن سالمهم، والحزم في وجه من ناوأهم.
يدفعون بالخير الشر، ويقدمون الحكمة في كل موقف، ويضعون المصلحة العامة فوق كل اعتبار.
بكل فخر واعتزاز، نقف اليوم لنُعبّر عن عميق امتناننا وولائنا لقادتنا في دول الخليج العربي، أولئك الذين كتبوا بأفعالهم، لا بأقوالهم، فصولًا ملهمة في سجل النهضة، والكرامة، والوحدة، والبناء. قادة لم يكونوا مجرّد رموزٍ سياسية، بل نُسُخٌ حيّة من الحكمة، والحنكة، والرؤية المستقبلية. لقد أثبتوا للعالم أن القيادة الراشدة إذا اقترنت بالإرادة السياسية الصادقة، والرؤية التنموية الطموحة، والوفاء لشعوبهم، فإنها تُحدث نقلة حضارية، وتصنع أمنًا واستقرارًا، وتبني إنسانًا وكيانًا، وتُقدّم نموذجًا يُحتذى في العصر الحديث.
نقف على أرض الخليج، وننظر إلى كل دولة فيه، فنرى في كل زاوية قائدًا يستحق أن يُذكر، ورؤية تستحق أن تُخلّد، ونهضة تستحق أن تُحكى للأجيال.
في المملكة العربية السعودية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - ملك الحزم، وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان – أمير العزم والرؤية.
قادةٌ أعادوا رسم طموح الوطن، وأطلقوا رؤية 2030 التي تجاوزت مجرد خطة اقتصادية، لتكون خريطة طريق نحو تحوّل حضاري شامل. جعلوا من المملكة مركزًا للعالم الإسلامي، ومحورًا للاستقرار الإقليمي والدولي، وبيتًا آمنًا لكل من قصدها. سياستهم قائمة على التوازن، وكرامتهم محفوظة، وكلمتهم مسموعة، ومواقفهم تكتب بماء الذهب في صفحات التاريخ الحديث.
وفي دولة الكويت الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح
أميرٌ جسّد التوازن السياسي، والحكمة، والرؤية المستقرة في قيادة وطنه بكل رزانة ومسؤولية. ورث عن أسلافه روح التوسط، وصوت العقل، فكان حافظًا لأمن الكويت، حاميًا لوحدتها، حريصًا على مكانتها بين الأمم. قيادته رسّخت في قلوب الشعب الكويتي الطمأنينة، وفي عقولهم الثقة، وفي مسيرتهم الوطنية الثبات.
وفي مملكة البحرين الملك حمد بن عيسى آل خليفة
قائد النهضة والتمكين، حافظ وحدة شعبه، ورفع راية بلده عالية وسط عالم مليء بالتحديات. قاد البحرين نحو مستقبل واعد، فجمع بين التنمية الاقتصادية، والانفتاح السياسي، والمكانة الإقليمية الفاعلة. هو الحاكم الذي آمن أن استقرار الداخل هو أساس قوة الخارج، وأن تمكين المواطن هو أساس تقدم الدولة.
وفي سلطنة عمان السلطان هيثم بن طارق آل سعيد
حامل راية الحكمة والترابط، وناقل الإرث العُماني المتجذّر نحو مستقبل يزدهر بالإنتاج والمعرفة. حافظ على خط الوسط الذي عُرفت به عمان منذ عقود، وجعل من بلده واحة استقرار في محيط مضطرب. هو القائد الذي يستمد حكمته من عمق التاريخ، ويقود بلاده نحو آفاق اقتصادية وثقافية ومعرفية جديدة، دون أن يتخلى عن هويتها الأصيلة.
وفي دولة الإمارات العربية المتحدة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان
قائد الريادة والتمكين، ورمز القوة الهادئة التي تزرع الإنجاز وتحصد الاحترام في كل محفل. بقيادته، تحولت الإمارات إلى مركز عالمي في الابتكار، والتنمية المستدامة، والتسامح الديني، والريادة الإنسانية. هو الذي قاد بلاده لتكون شريكًا موثوقًا على المستوى الدولي، ومساهمًا فاعلًا في إغاثة الشعوب، وتحقيق السلام، وبناء جسور الحضارة بين الشرق والغرب.
وفي دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني
قائدٌ جمع بين الطموح والحكمة، جعل من بلاده منبرًا عالميًا، ورمزًا للتنمية المستدامة والانفتاح المتوازن. بثقة وثبات، قاد قطر لتتبوأ مكانتها في صناعة القرار الإقليمي والدولي، وجعل من اقتصادها نموذجًا في التنوع والابتكار، ومن سياستها الخارجية عنوانًا للاتزان والدبلوماسية المؤثرة. هو القائد الذي آمن بالإنسان القطري، واستثمر فيه، فكان الاستثمار الأنجح.
هؤلاء هم قادة الخليج قادة أفعال لا أقوال، قادة مشاريع لا شعارات.
وضعوا رؤى استراتيجية، وخططًا تنموية، ومشروعات عملاقة، وشواهد نهضتهم تملأ العيون وتشهد بها الأمم. بلدانهم ورشُ عملٍ لا تهدأ، ومبادراتهم لا تتوقف، واقتصاداتهم في نمو مطّرد، وأمنهم مضربُ الأمثال. بلدانهم أصبحت منارات للعلم، ومحاضن للقيم، ومواطن للأمل، ووجهات للعيش الكريم، والتطلعات النبيلة.
كل خليجي، وكل عربي، بل كل إنسان شريف… يشعر بالطمأنينة حين يذكر هؤلاء القادة.
اللهم احفظهم وسدّدهم، وبارك في أعمارهم وأعمالهم، اللهم احفظ شعوبهم، وادم علينا في خليجنا العربي نعمة الأمن، والاستقرار، والوحدة، والرفاه.
هؤلاء القادة وضعوا رؤى تنموية شاملة، وأسسوا بلدانًا مستقرة، واقتصاداتٍ مزدهرة، وأمنًا مضربًا للأمثال. حوّلوا دولهم إلى ورش عمل مستمرة، ومراكز إشعاع حضاري. الكل يحلم بالعيش فيها، والعمل فيها، والانتماء إليها.
شبابنا هم درع الخليج، وقواتنا العسكرية على أتم الجاهزية، طيراننا الحربي قوة ضاربة، بوارجنا تحمي السواحل، دفاعاتنا الجوية يقظة، وأمننا الداخلي عيون ساهرة. نحمد الله… أن لا منّة لأحد علينا.
انضباط قواتنا تحت لواء قيادتنا هو سرّ قوتنا. هم رماح وسيوف ودروع في يد قادتنا، ونحن جميعًا جبهة داخلية واحدة، صفٌ متماسك، يدٌ على الزناد، وقلبٌ على الوطن.
اللهم احفظ خليجنا من كل سوء. اللهم احفظ قادتنا، وشعوبنا، وأوطاننا، وحدودنا، وأمننا، واقتصادنا، ومواردنا، بعينك التي لا تنام، وبرحمتك التي وسعت كل شيء. رب اجعل هذا البلد آمنًا مطمئنًا، وسائر بلاد المسلمين.
المدرب و الخبير الاستشاري
د. محمد العامري
#الخليج_العربي #خليجنا_واحد #السعودية #الكويت #قطر #عُمان #البحرين #الإمارات #مجلس_التعاون #درع_الخليج #وطن_واحد #شعب_واحد #قادتنا_فخرنا #أمننا_خط_أحمر