د. محمد العامري

مدرب معتمد من المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني

خبير استشاري معتمد

مختص في علم النفس الإداري

كبير مدققي الجودة

محلل تلفزيوني وإذاعي مرخص

د. محمد العامري

مدرب معتمد من المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني

خبير استشاري معتمد

مختص في علم النفس الإداري

كبير مدققي الجودة

محلل تلفزيوني وإذاعي مرخص

أسس ومصادر العقيدة العسكرية Military Doctrine

تنطلق مبادئ العقيدة العسكرية لأيه امة من مجموعه من المبادئ والأسس والمرتكزات النابعة من نظرتها للأمور سواء كانت السياسية أو العسكرية وتحكمها أيضا الأوضاع ألاقتصاديه والاجتماعية التي تعيشها تلك الأمة

January 16, 2025 عدد المشاهدات : 227

تنطلق مبادئ العقيدة العسكرية لأيه امة من مجموعه من المبادئ والأسس والمرتكزات النابعة من نظرتها للأمور سواء كانت السياسية أو العسكرية وتحكمها أيضا الأوضاع ألاقتصاديه والاجتماعية التي تعيشها تلك الأمة، ويتدخل أيضا في تحديد هذة الأسس العوامل،  الجغرافية والتاريخية والمعنوية للبلاد ، وهي تشكل  ألأساسات التي  تقوم عليها ، والمصادر التي تتغذى منها حتى تصل إلى مرحلة التشكل  والنضوج والتكامل ، ثم تستمر بالتطور لكي تفي بالغرض المطلوب ،وتحقق الهدف المنشود، لذا فان المصادر التالية قد تكون هي مرتكزات العقائد العسكرية للأمم بشكل عام:


1.الغايات والأهداف القومية العليا:
إن الغاية أو الهدف الذي تؤمن به مجموع ألامه يلعب دورا كبيرا في وضع أسس العقيدة العسكرية لهذه الأمة ،لأنة هو الذي يحدد توجهاتها ويحدد طريقه بناءها لقوتها العسكرية التي هي أداة  تطبيق هذه العقيدة ،فالأمة التي ترغب بالتوسع وامتداد على حساب جيرانها تضع عقيدة تهدف إلى  غرس قيم العدوان والقتل لدى مقاتليها وتقوم بإعداد شعبها لهذا الهدف ، وفي المقابل فان الأمة التي تهدف إلى السلم والتفاهم وحسن الجوار تبني عقيدتها على أن تكون عقيدة سلمية لا عدوانية غايتها رد المعتدي وليس التدمير والتخريب والتوسع والامتداد على حساب الآخرين .


2. القيم العليا للأمه:
إنها لا تقل أهمية عن العامل السابق فهما متداخلان مرتبطان ارتباطا وثيقا، فقيم الأمة العليا هي الموجه والمرشد لصانعي القرار فيها في وضع مبادئ 
العقيدة العسكرية لها بحيث تكون مبادئ هذه العقيدة منسجمة تمام الانسجام مع هذه القيم والأهداف ، وذلك لكي تحظى بالرضا والقبول من أبناء الأمة وكذلك لكي يؤمنوا بها الإيمان المطلق ويقدموا مقابل تطبيقها أغلى ما يملكون.


3. العقيدة الاساسيه للامه:
تعد المصدر الأساسي لجميع مستويات العقيدة بشكل عام، والعقيدة العسكرية الأساسية بشكل خاص، ومن الأمثلة على العقائد الاساسيه للأمم: العقيــدة الدينيـة والإيديولوجيـات والأسس والمبادئ التي يضعها القادة السياسيون، وبهذا "تختلف العقيدة العسكرية لكل دولة عن الأخرى تبعا للتغيرات الجذرية في الأفكار السياسية والعسكرية، فلا يمكن القول: إن هناك عقيدة عسكرية واحدة لكل الدول"


4.التاريخ العسكري:
تعتبر العقيدة ألعسكريه عملا يستقي محتواة من التاريخ ، والمتتبع لأهداف الحروب التي وقعت عبر التاريخ الإنساني والشعارات التي قاتلت من اجلها الشعوب ، يرى أنها مختلفة الهدف والطبيعة حتى وان كانت في زمن واحد أو فترة زمنية واحدة .
 لذا فان التاريخ من الأساسات الهامة التي تبنى عليها العقيدة العسكرية على مختلف مستوياتها، ويعد التاريخ العسكري مصدراً فعالاً وناجحاً لبناء العقيدة العسكرية و تطويرها، لأنه حصيلة خبرات وتجارب الأمم والشعوب، ولهذا نجد أن العقيدة العسكرية تتأثر بالمرجعيات التاريخية للأمة وبماضيها، وترتبط بالشعارات التي رفعتها الدولة أو الأمة، وقاتلت من اجلها.

 

5.- التطورات العلمية والتكنولوجية: 
  ويلعب هذا العنصر دوراً كبيراً في تطوير العقيدة العسكرية وتحديثها على مختلف مستوياتها، فامتلاك الجيوش للأسلحة ألحديثه المتطورة يساعدها على زيادة الثقة في نفسها وقدراتها وبالتالي ينعكس ذلك على البناء الكلي لعقيدتها العسكرية، "ويؤكد الخبراء العسكريون أن المظاهر التقنية للحرب ذات تأثير كبير على تطور النظريات العسكرية وممارستها " ·


6.الظروف والتطورات الدولية:
لاشك ان هذا العامل مهم جدا في صنع وبناء عقيدة ألامه العسكرية وهو مؤثر فيها بشكل كبير ، حيث تبني ألامه عقيدتها وفقا للظروف الدولية المحيطة والتي يلعب فيها شكل النظام العالمي السائد ونسق العلاقات الدولية المتداول الدور الأكبر ، وهناك مثال حي ومؤكد على صحة الطرح السابق ، وهو تغير شكل ومحتوى القيادة العسكرية للمعسكر الغربي عموما والولايات المتحدة خصوصا وذلك بعد انهيار الاتحاد السوفيتي عام 1990 ، وبروز النظام العالمي الجديد الذي يتسم بالقطبية الأحادية وتنفرد فيه قوة واحدة بالهيمنة والسيطرة .


7.موقع الدولة الجغرافي ومساحتها:
تنعكس طبيعة الدولة الجغرافية من حيث الموقع والمساحة ، على العقيدة العسكرية لها  بشكل مباشر ، فموقع الدولة يحدد حجم تنظيماتها العسكرية ونوعيتها وطريقة استخدامها،وكذلك فان مساحه ألدوله وحجمها وما يرتبانه من أعباء أمنيه وعسكريه عليها يحددان وبشكل مباشر عقيدتها العسكرية ، هل هي عقيدة هجومية أم دفاعية ؟.

 

8.الموارد والإمكانيات المتاحة:
أن موارد الدولة المختلفة تحدد مركزها إقليميا وعالميا وكذلك تحدد سياساتها الداخلية والخارجيـة ، ولـهذا نجد أن العقيدة العسكرية ترتبط ارتباطاً بالحالة الاقتصادية والسياسية والثقافية  في البلاد.


.9 طبيعة الواجبات والمهام الحالية والمستقبلية:
 تعـد المهام والواجبـات العسكرية للدولة وما ترغب ألامه بتحقيقه من خلال قواتها المسلحة عنصرا هاما في تحديد طبيعة العقيدة العسكرية لهذه ألامه، وتلعـب دوراً رئيسياً في وضع وتطويـر العقيدة العسكرية على مختلف مستوياتها وبمختلف أنواعهـا، وذلك بما يلائـم طبيعـة المهام المختلفة المنوطة بالقوات المسلحة في الحاضر والمستقبل.


10.إستراتيجية ألدوله العسكرية:
     إن ألاستراتيجيه - والتي هي فن قيادة الحرب- ترتكز على قواعد العقيدة العسكرية للدولة، وكذلك الحال فان تطبيق وتنفيذ الإستراتيجية العسكرية ينعكس بشكل مباشـر على وضـع العقيدة العسكرية، والتي يجب تطويرها بشكل مستمر بما يلائم متطلبات الإستراتيجية العسكرية للدولة ·


11 .طبيعة التهديد العسكري المتوقع:
إن طبيعة التهديد الذي تواجهه ألامه والحــرب المتوقع أن تخوضها ، من حيث نوعــها وشكلها ومستوياتها ومشروعيتها ووسائلها، تحدد العقيدة العسكرية للدولة على مختلف مستوياتها . 

لاشك أن الدوله تتخذ العقيدة العسكرية لنفسها لتعبر بها عن وجهة نظرها الرسمية في الصراع المسلح ، والعقيدة العسكرية تتبلور من واقع التركيب الشامل لكافه أنشطه ألدوله ، وتعبر في ذات الوقت عن أفكارها الرسمية ،  لذلك فان من يتولى صياغة العقيدة العسكرية للدولة هي القيادة السياسية العسكرية العليا باعتبار هذه السلطة هي وحدها القادرة على توجيه البناء العسكري للدولة النابع من نظرتها للأمور وتقديرها للظروف التي تعيشها وتحيى في ظلها ألدوله ، ولا تصاغ العقيدة العسكرية بفكر ضحـل بسيط ،  بل أنها تحتاج إلى أبحاث علمية ودراسات تاريخية تشمل كافه الانشطه الحيوية للدولة ودراسة كافه الإمكانيات المتاحة والموارد المتوفرة سواء كانت موارد سياسية أو اقتصاديه أو ثقافية ...الخ  ، ومدى القدرة على تسخير هذه الإمكانيات لصالح الخط العسكري في البلاد.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

المرجع: طشطوش، هايل عبد المولى، كتاب: أساسيات في القيادة والإدارة، النموذج الإسلامي في القيادة والإدارة، دار الكندي للنشر والتوزيع، إربد- الأردن ، الطبعة الأولى لعام 2008 .

تحميل محتوى الصفحة رجوع