برنامج سيدتي والذي يبث عبر قناة روتانا خليجية ( وهو برنامج يومي موجه للمجتمع العربي والمرأة) استضاف المدرب والمستشار التعليمي والتربوي د. محمد العامري ، في لقاء حول المفاهيم المغلوطة بين الرعاية والتربية.
شاهد تسجيل لفعاليات اللقاء ( مفاهيم مغلوطة بين الرعاية والتربية )
و قد أوضح د. محمد العامري أننا إذا رجعنا إلى أحد معاجم اللغة العربية لوجدنا أن لكلمة التربية دلالات لغوية متعددة. تشير جميعها إلى ما ينبغي أن تتضمنه العملية التربوية من أنشطة، كما يتضح مما يأتي:
الإصلاح: ربَّ الشيء إذا أصلحه، والإصلاح قد لا يقتضي الزيادة، وإنما التعديل والتصحيح.
النماء والزيادة: ربا مضارعة يربو بمعنى زاد ونما.
نشاء وترعرع: ربى مضارعه يربي على وزن خفي يخفي، بمعنى نشأ وترعرع.
والتربية عملية مقصودة ومخطط لها تهدف إلى إعداد الفرد للحياة في الحاضر والمستقبل، وتأهيله من كافة الجوانب الجسمية والعقلية والخلقية والنفسية والاجتماعية والروحية، واكتشاف مواهبه وتنمية قدراته واستعداداته، وإكسابه المهارات والكفايات التي تناسبه وفق قدراته وميوله ليحقق ذاته في التكيف مع بيئته والمجتمع الذي يعيش فيه.
في اللغة الإنجليزية أخذ كلمة التربية ( Education ) من كلمتين في اللاتينية ( Educare ) بمعنى يغذي و ( Educate ) بمعنى قاد نحو - واستخدام هذا المصطلح بالمعنى اللغوي والاصطلاحي على السواء حيث التنمية والتعليم والتدريب.
وقد أوضح د. محمد العامري أن الرعاية هي العناية بالأبناء والاهتمام بطعامهم ومتابعة واجباتهم واستذكار دروسهم وإظهارهم بأحسن مظهر، أما التربية هي توجيه الاهتمامات وبناء القناعات وتنمية المهارات والحرص على بناء قواعد العلاقات الصحيحة من خلال القدوات التي نكون عليها لأبنائنا. الرعاية يستطيع أي شخص القيام بها مثل الجدة والخالة والعمة وحتى الخادمة التي نطلق عليها مجازاً لقب المربية وهي ليست بذلك. لم نسمع قط أحداً يقول لشخص أساء التصرف خالتك أو جدتك أو أياً كان لم يربك جيداً وإنما يقال فلان لم يربه أبوه وأمه جيداً ولهذا المسؤول الأول عن هذا الدور العظيم وهو التربية هو الأم والأب، لكن لا ننكر وجود أفراد من العائلة يهتمون لشخص من أبناء عائلتهم والقصد هنا أن ننسب الدور للشخص الذي سيحاسب أمام الله على رعيته التي ولاه الله إياها ، فكما قال رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم في الحديث الشريف: «كلُّكم راعٍ، وكلُّكم مسؤولٌ عن رعيَّتِه، والأمير راعٍ، والرجل راعٍ على أهل بيته، والمرأة راعية على بيت زوجها وولدِه، فكلُّكم راعٍ، وكلُّكم مسؤول عن رعيَّتِه»؛ متفق عليه.
كما أكد د. محمد العامري أنك عندما تقول لنفسك أنا مربٍ لابد أن تختبر نفسك في خمسة أمور قمت بالعمل عليها مع أبنائك أولها بناء القناعات حيث تغرس العقيدة الصحيحة وربطها بالقيم الإسلامية ليصبح لابنك طموحات في الحياة فيفهمها بطريقة صحيحة. ثانيها توجيه الاهتمامات بحيث تشارك ابنك في اهتماماته فتعرف ما يشغل باله وتدربه على كيفية قضاء وقت فراغه فيما ينفعه. وثالثها تنمية المهارات من خلال معرفتك للمهارات التي تميز ابنك عن غيره وتعمل على تطويرها بإشراكه في الأندية والدورات التي تطور من مستواه. أما رابعها فهم قواعد العلاقات بأن تكون الصديق الأول لابنك فتعلمه من يصاحب ومن يبتعد عنه ويتجنبه، كذلك من الضروري تعليم الابن كيفية بناء العلاقات والتواصل مع الآخرين وإصلاحها في حال التعرض لمشكلِ ما وإنهائها في حال كانت تتعارض مع المبادئ و القيم. وأخيراً لابد من اختيار القدوات الذين يتطلع إلى أن يكون مثلهم والقوانين التي يجب أن يلتزم بها في تقليده للقدوات التي يختارها.